الحول.. طبيعي عند حديثي الولادة أم يجب التنبّه له؟
إنّ حول العينين ليس مشكلة تجميلية، ويجب منحها اهتمامًا زائدًا منذ ولادة الطفل، لتفادي تأثيره على قدرات الرؤية لديه.
نموّ الرؤية
ظن الكثيرون لوقت طويل أنّ الطفل المولود حديثًا لا يرى، أما الآن، فالجميع يعرف أنه منذ الشهر السابع من الحمل، يتمتع الجنين بالقدرة على رؤية بعض مرشحات اللون. بعد الولادة، يستطيع الطفل أن يرى لمسافة 18 إلى 20 سنتم، أي ما يكفي ليرضع من والدته.
تتابع الرؤية نموّها خلال الأشهر الأولى من حياته، وخلال الشهر الرابع تقريبًا، تكون قدرات الطفل البصرية قد تطوّرت كثيرًا، واقتربت إلى قدرات البالغين. يستطيع الطفل حينها أن يركز على الشيء، حتى لو كان لا يزال يرى بغباش، ويميل إلى تفضيل وجوه الأشخاص من حوله.
وتعدّ الرؤية من أقل الحواس تحفيزًا عند الولادة، ومن هنا، من الضروري جدًا، عندما تنظرين إلى طفلك أن تضعيه على بعد مسافة يستطيع منها ملاحقتك. هذه اللحظات من التبادل البصري هي القواعد الأساسية للارتباط. أما المعلومات التي يستخدمها طفلك من خلال اكتشافاته البصرية فهي ضرورية جدًا لنموّه.
الطفل الذي يعاني من الحول
لا يتمتع المولودون الجدد بعد بالقدرة على الرؤية في الوقت نفسه بعينيه الاثنتين. وقبل أن يصل إلى النموّ الكامل حيث عيناه يمكنهما أن تثبتا أو تتحرّكا معًا بانسجام، وخاصة لدى الرضّع أصغر من ستة أشهر، فتبدو العين غير متوازنة مع الأخرى. ومن هنا يقال إنّ الطفل يعاني من الحول.
من الطبيعي أن تراقبي الأمر لدى رضيعك، وخاصة في أول شهرين من حياته. يصاب الكثير من الأطفال بالحول بشكل متقطع، حيث تتحرّك العين باتجاه الداخل أو في أغلبها إلى الخارج، ولكن هذه الحالة يجب أن تنتهي بعد سن الشهرين.
رؤية ثلاثية الأبعاد
إن تكوين الصورة في الدماغ هو أمر معقد جدًا، والرؤية بالعينين معًا، أمر مهم جدًا لتتحقق الرؤية الثلاثية الأبعاد.
إن كان طفلك يعاني من الحول، فمن الممكن أن تصبح إحدى عينيه أقل جودة من الأخرى، غير قادرة على نقل الإشارة الضرورية لبناء الصورة.
الحول الطويل الأمد
الحول الطويل الأمد ليس حالة نادرة بين الأطفال لأنها تطال 4% منهم. أسبابه متعددة، ومن الممكن أن تظهر منذ الولادة أو في أول سنوات الطفولة. لهذا السبب، يجب أن تعالج فورًا. فإذا استمرّ حوَل طفلك إلى ما بعد سن الشهرين، يجب أن تزوري طبيبًا مختصًا فورًا.